2006/06/04

تأملات على جسر الحرية


عندما نفكر قليلا فيمن يعتقلون ويناضلون من اجل حرية الجميع من اجل تعلية كلمة الحق والعدل فوقا من اجل المظلومين والمحرومين قد نتساءل احيانا ما الذي يدفع هذا الشاب او تلك الفتاة ، هل هو فعلا كما يصور لنا الاعلام الحكومي ( حب الظهور ) اعتقد انه ليس حبا للظهور بقدر ما هو دافع ضميري يتغلغل في نفوسنا فنسكته احيانا ويهزمنا احيانا ، انه عشق اصيل في داخلنا للحرية التي تعني في معناها الاصيل كل قيم العدل والمساواة ، مشاعر من الغيظ سيطرت على شبانا وكتابا وشعراء وادباء كل منهم خاطب ضميره بعقل واعي ورد على السؤال الذي يداعبنا جميعا : لماذا نحن مستعبدون في ارضنا ؟ ومن اعطى لنفسه حق الوصاية علينا ؟ ولكننا سيطر علينا الخوف كثيرا ... ارعبتنا افلام التعذيب في المعتقلات والتشريد ... ولكن لتفكر قليلا في جدوى الحياة بدون عدالة .. واريد في هذا ان اخاطب ضمير كل فرد على حدى .. انت ايها الاب تخاف على مستقبل اولادك .. من التشريد ربما بعد اعتقالك او سجنك او حتى اقالتك من وظيفتك .. واي مستقبل تراه انت لاولادك في ظل هذا الظلم المستبد بنا ... لو حصل ولدك على اعلى درجات الامتياز في القانون فلن يكون قاضيا كما تتوقع الا بعد سداد ثمن اخر ليس التفوق وحده وقس على ذلك الطبيب والمهندس والمعلم كل وظيفة لها تسعيرة في هذا النظام وحتى لو فكر ولدك ( النابغة ) في تخطي الحواجز والسفر فأبشر بأن الجامعات المصرية في ذيل قائمة الجامعات وشهادة ولدك النابغة غير معترف بها دوليا ففي الغرب يقيمون الدرجات العلمية في مصر بأنها تشترى بالمال وسمعنا كثيرا عن شهادات ماجستير تباع وتشترى هنا وهناك أما انت ايها الشاب فمصيرك طبعا معروف فاذا اردت ان تتزوج من احببتها فمن اين ستأتي بالشقة والشقق غالية ومن اين لك بالمال وانت لا تعمل واذا صادف ان عملت فستعمل بالقليل الذي لن يسمنك ولا يغنيك من جوع واذا صادفت ان سافرت لاحدى الدول العربية او الاجنبية فسترى من المذلة الكثير فبلادك للاسف لا قيمة لها ولا احد يثق في نظامها أي انك يا مسكين هنا او هناك تعيش ذليلا ، ولكن لما نقبل على انفسنا المذلة وقد خلقنا الله احرارا ولم يخلقنا عبيدا لاحد ، لماذا نعمل من اجل ان يأخذ الاخرون جهدنا وعرقنا دونما ثمن لماذا الذلة في وطننا ولماذا ينهب الاخرون ثرواتنا ، لو قرأت عن جيفارا الارجنتيني الذي وهب حياته للدفاع عن الفقراء والمظلومين هذا المناضل الذي لم يطمع في أي منصب او ثروة هذا الطبيب الذي رأى انه يستطيع ان يهب للمقهورين اكثر مما يهب للمرضي شهيد الحرية الذي جسد نضاله في مصرعه دون ان يعلم به احد سوى بعد موته واطلاق النار عليه بعد اسره في كولمبيا ..لعل السؤال الذي سيطرأ على ذهن من لا يعرف جيفارا هو كيف ولد في الارجنتين ومات في كولمبيا ... ولا تعليق لي على ذلك اكتب انت في جوجل كلمة جيفارا وستنهمر عليك قصصا حقيقية وليست افلاما هليودية عن قصة بطل حقيقي خلد اسمه في قلوب المناضلين ... الخلاصة اني تعبت من الكلام فقط اريد ممن يشتمون الشباب الداعي للحرية سواء كان يمينيا او يساريا او من كفاية او اخوان كلهم على اختلاف مذاهبهم مناضلون من اجل العدل يستحقون منا وقفة اجلال وتقدير يستحقون ان ندعمهم بكل ما اوتينا ولعل الدعم الاكبر الذي نستطيع ان نفعله هو ان نكف عن توجيه الاتهامات والانجرار الاعمى وراء الاعلام الحكومي المزيف والذي يحاول دوما ان يقنعنا بأننا مدينون لصاحب العصمة وصاحب الامر والنهي صاحب الجلالة الذي لا يخطئ في امر امره والذي هو القضاء قضاؤه واليه يرجع الامر كله سيادة رئيس الجمهورية حفظه الله من كيد الكائدين ومن مكر الماكرين الفلته الذي لم تلد مصر شخص سواه قائد النصر العظيم وفاتح بلاد الاعجمين رئيس الدولة ورئيس الوزارات ورئيس مجالس الشعب والشورى والقائد الاعلى لاي قوات مسلحة او غير مسلحة ورئيس مجلس القضاء الاعلى والادني ومحافظ البنوك المركزية واللامركزية وامير المؤمنين وغير المؤمنين صاحب السلطان الاعظم والملك الذي لا يبلى ولا يفني 0
هل سيقدر لمصر يوما ان تستعيد مجدها الذي كان ابان عهد الفراعنة ، ارى ان المصريين قادرين على ان يكونوا في طليعة الدول ، وان المصريين ليسوا اقل من اليابانيين والماليزيين والصينيين ولا اريد ان اشبههم بالامريكان والاوربيين لانهم أي المصريين انظف كثيرا من هؤلاء الذين تلطخت ايديهم بدماء الابرياء وانقى كثيرا من هؤلاء الماديين الاباحيين وليست امريكا سوى مجموعة من اللصوص والمردة والبلطجية الذين هاجروا من اوروبا او طردوا منها الى القارة الجديدة أي ان امريكا ما هي الا حثالة اوروبا والثانية والاولى في البلاء سواء
اما مصر ....... مصر النقية الابية التي لم تعتدي يوما على جار قريب او بعيد فتاريخنا ناصع البياض ... لنا الحق ان نفخر بأننا مصريون 0 والسلام

ليست هناك تعليقات: