لذا وجب التنبيه...
اعتقد من وجهة نظري الخاصة ان خلاف الجهاز المركزي للمحاسبات مع الحكومة هو خلاف شخصي نابع اصلا من مشكلة حدثت منذ ثلاثة شهور عندما قرر وزير المالية يوسف غالي مراجعة حسابات هيئة البترول عن طريق مكتب محاسبات مستقل وهو مكتب حازم حسن للمحاسبات .. والحقيقة ان هذا القرار بالأصل كان نابعا من حرص الوزير على المال العام وتشككه في قدرة الجهاز المركزي على مراجعة حسابات هذا القطاع الضخم الذي يدير مبالغ ضخمة تقاس بعشرات المليارات ، الا ان الجهاز المركزي اعتبرها اهانة وتشكيكا في قدراته وقاد الملط حملة ضد المالية ما لبثت ان خمدت بمرور الوقت بعد ضغوط مورست ضد غالي الذي تراجع عن قراره.
والحقيقة التي لا شك فيها ان غالي يصر دائما على دخول عش الدبابير رغم ان الدبابير تلسعه من وقت لآخر .. ودائما ما يحرج الحكومة بقراراته الصائبة التي لا تروق للدبابير.
والسؤال الى متى ستتحول القضايا المصرية الهامة الى قضايا شخصية ولماذا نصر دوما على ان كل رجال الحكومة فاسدين ولماذا هذه السوداوية في نظرتنا للحكومة ورجالها .. يوسف غالى يتعرض لحملة من النقد رغم نجاحاته لسبب واحد وهو تقديمه لقانون بصدد فرض ضريبة على الأغنياء ( الدبابير ) وهو قانون الضرائب العقارية .. اقول لغالي ناصحا .. ان عام 2008 سيكون نقطة مركزية .. نقطة تحول .. فإما ان تنجح في تغيير النظام المصري الذي يعمل لصالح الأغنياء ضد الفقراء وإما ان تنجح الدبابير في ان تجعلك تهرب وتعود ادراجك .
وأقول للشعب المصري ناصحا .. لقد اصابك ( الدبابير ) بالعمى .. فلا تعلم من معك ومن هو عدوك .. ان اغنياء هذا البلد لم يتركوا شيئا لفقرائه .. فلا يستخدمكم الأغنياء كما استخدموكم على مر السنين .. ان اصحاب القنوات التلفزيونية الخاصة واصحاب الصحف المستقلة سيسعون من خلال برنامج محدد لاجهاض قانون الضرائب العقارية لأنه يمسهم بصفة شخصية ، وسيدعون في هذا انهم مع الفقراء ضد فرض ضريبة جديدة . قانون الضرائب العقارية سيصبح في هذه الحالة الحق الذي يراد به باطل .. اصحاب هذه القنوات الخاصة هم اصحاب الفيلات والشاليهات والمدن الخاصة والمشاريع العقارية العملاقة و هم من يعنيهم هذا القانون .. والحرب ستكون ضارية وشخصية .
لذا وجب التنبيه